کد مطلب:239417 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:196

و أما المنصور
الذی لم یتورع عن قتل ابن أخیه السفاح [1] ، و عمه عبدالله بن علی .. و أبی مسلم، مؤسس دولته .. و الذی سافر سنة 148 ه . الی الحج، و عزم علی القبض علی الامام الصادق (ع)، و ان كان لم یتم له ذلك [2] و الذی سمی نفسه المنصور بعد انتصاره علی العلویین [3] .

أما المنصور هذا .. فهو أول من أوقع الفتنة بین العباسیین و العلویین [4] .

و قد اعترف عندما عزم علی قتل الامام الصادق علیه السلام، بعدد ضخم من ضحایاه من العلویین، حیث قال :

« .. قتلت من ذریة فاطمة ألفا، أو یزیدون، و تركت سیدهم، و مولاهم، و امامهم، جعفر بن محمد .. » [5] .

و لقد كان هذا القول منه فی حیاة الامام الصادق علیه السلام، أی فی صدر خلافة المنصور.. فكیف بمن قتلهم بعد ذلك !!

و قد ترك خزانة رؤوس میراثا لولده المهدی، كلها من العلویین، و قد علق بكل رأس ورقة كتب فیهاما یستدل به علی صاحبه، و من بینها رؤوس شیوخ، و شبان، و أطفال [6] .



[ صفحه 88]



و هو الذی یقول لعمه عبدالصمد بن علی، عندما لامه علی أنه یعاجل بالعقوبة ، حتی كأنه لم یسمع بالعفو - یقول له - : « ان بنی مروان لم تبل رممهم، و آل أبی طالب لم تغمد سیوفهم - و نحن بین قوم رأونا بالأمس سوقة، و الیوم خلفاء، فلیس تتمهد هیبتنا الا بنسیان العفو، و استعمال العقوبة» [7] .

و هو الذی یقول للامام الصادق علیه السلام : « لأقتلنك، و لاقتلن أهلك، حتی لا أبقی علی الأرض منكم قامة سوط » [8] .

و عندما قال المنصور للمسیب بن زهرة : انه رأی أن الحجاج أنصح لبنی مروان .. أجابه المسیب : « یا أمیرالمؤمنین، ما سبقنا الحجاج الی أمر، فتخلفنا عنه، والله، ما خلق الله علی جدید الأرض خلقا أعز علینا من نبینا (ص)، و قد أمرتنا بقتل أولاده، فأطعناك، و فعلنا، فهل نصحناك ؟! » [9] .

و هو أول من سن هدم قبر الحسین علیه السلام فی كربلاء [10] .

و هو الذی كان یضع العلویین فی الاسطوانات، و یسمرهم فی الحیطان - كما نص علیه الیعقوبی ، و غیره - و یتركهم یموتون فی المطبق جوعا ، و تقتلهم الروائح الكریهة، حیث لم یكن لهم مكان یخرجون الیه لازالة الضرورة . و كان یموت أحدهم، فیترك معهم، حتی یبلی من غیر دفن، ثم یهدم المطبق علی من تبقی منهم حیا، و هم فی أغلالهم - كما فعل بینی حسن، كما هو معروف و مشهور.



[ صفحه 89]



و لقد قال أحد العلویین، ، و هو أبوالقاسم الرسی بن ابراهیم بن طباطبا، اسماعیل الدیباج، عندما هرب من المنصور الی السند :



لم یروه ما أراق البغی من دمنا

فی كل أرض فلم یقصر من الطلب



و لیس یشفی غلیلا فی حشاه سوی

أن لا یری فوقها ابن لبنت نبی [11] .



و علی كل : فان معاملة المنصور لأولاد علی، تعتبر من أسوأ صفحات التاریخ العباسی [12] .

و ستأتی عبارة الخضری عنه عن قریب ..


[1] تاريخ التمدن الاسلامي المجلد الثاني جزء 4 ص 494، نقلا عن : نفح الطيب ج 2 ص 715.

[2] النجوم الزاهرة ج 2 ص 6.

[3] التنبيه و الاشراف ص 295، و طبيعة الدعوة العباسية ص 119.

[4] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 261، و مروج الذهب ج 4 ص 222 . و شرح ميمية أبي فراس ص 177، و مشاكلة الناس لزمانهم لليعقوبي ص 23 ،22.

[5] شرح ميمية أبي فراس ص 159، و الأدب في ظل التشيع ص 68.

[6] تاريخ الطبري ج 10 ص 446، و النزاع و التخاصم للمقريزي ص 52، و غير ذلك.

[7] تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 267، و امبراطورية العرب ص 491، و الامام الصادق و المذاهب الأربعة، المجلد الأول جزء 2 ص 534.

[8] مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 357، و البحار ج 47 ص 178.

[9] مروج الذهب ج 3 ص 224.

[10] تاريخ كربلاء ، لعبدالجواد الكليدار آل طعمه ص 193.

[11] النزاع و التخاصم للمقريزي ص 51.

[12] مختصر تاريخ العرب، للسيد أمير علي ص 184.